ضربات القلب السريعة عند الاطفال: الأسباب، الأعراض، والعلاج
يشعر كثير من الآباء بالقلق عندما يلاحظون أن ضربات القلب عند طفلهم أصبحت أسرع من المعتاد، خاصةً إذا تكررت الحالة أو ظهرت معها أعراض مثل التعب أو ضيق التنفس. ورغم أن بعض الحالات تكون طبيعية ومؤقتة، إلا أن أخرى قد تشير إلى اضطراب يحتاج لتقييم طبي دقيق.
في هذا المقال يوضح لنا الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله، استشاري ورئيس قسم جراحة القلب، كل ما تحتاج لمعرفته عن ضربات القلب السريعة عند الأطفال من حيث الأسباب، الأعراض، طرق التشخيص، والعلاج، مع نصائح مهمة لكل الأهل للحفاظ على صحة قلب أطفالهم.
ضربات القلب السريعة عند الاطفال: متى تكون طبيعية و متى تستدعي القلق؟
من الطبيعي أن تكون ضربات القلب عند الأطفال أسرع من البالغين، فالقلب الصغير يحتاج إلى ضخ الدم بسرعة أكبر لتلبية احتياجات النمو والطاقة. فعلى سبيل المثال، يبلغ معدل النبض الطبيعي عند حديثي الولادة من 100 إلى 160 نبضة في الدقيقة، بينما ينخفض تدريجيًا مع التقدم في العمر ليصل إلى 70-100 نبضة في سن المراهقة.
لكن القلق يبدأ عندما يصبح تسارع ضربات القلب مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض غير معتادة مثل الإغماء، الزُرقة، أو صعوبة التنفس. في هذه الحالة، لا بد من مراجعة الطبيب لتحديد ما إذا كان السبب مؤقتًا مثل الحمى أو التوتر، أم ناتجًا عن مشكلة في كهرباء القلب تحتاج إلى علاج متخصص.
هل لاحظت تسارع ضربات قلب طفلك مؤخرًا؟
لا تتردد في حجز استشارة مع د. أحمد عبدالله للاطمئنان على حالة طفلك القلبية وتشخيص السبب بدقة.
ما هي المعدلات الطبيعية لضربات القلب عند الأطفال؟
تختلف معدلات ضربات القلب عند الأطفال حسب عمر الطفل وحالته الصحية ومستوى نشاطه. فالقلب لدى الأطفال الصغار ينبض أسرع بطبيعته مقارنة بالبالغين، لأن أجسامهم تحتاج إلى ضخ كمية أكبر من الدم والأكسجين لدعم النمو السريع. وفيما يلي القيم التقريبية لمعدل ضربات القلب الطبيعي عند الأطفال:
- حديثو الولادة (حتى شهر): من 100 إلى 160 نبضة في الدقيقة.
- الرضّع (حتى سنة): من 90 إلى 150 نبضة في الدقيقة.
- الأطفال من سنة إلى 5 سنوات: من 80 إلى 140 نبضة في الدقيقة.
- من 6 إلى 12 سنة: من 75 إلى 120 نبضة في الدقيقة.
- المراهقون: من 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة، وهي قريبة من المعدل الطبيعي للبالغين.
ومن المهم أن يعرف الأهل أن الزيادة المؤقتة في ضربات القلب أثناء البكاء أو اللعب أو التوتر لا تُعتبر مشكلة، بل استجابة طبيعية للجسم.
هل تسارع نبضات القلب طبيعي عند الأطفال؟
في كثير من الحالات، يكون تسارع نبضات القلب عند الأطفال طبيعيًا ولا يستدعي القلق، خصوصًا إذا حدث لفترة قصيرة ثم عاد النبض إلى معدله المعتاد. ومن الأمثلة على ذلك:
- بعد الجهد البدني أو اللعب لفترة طويلة.
- عند الانفعال أو الخوف أو البكاء الشديد.
- أثناء الحمّى أو ارتفاع درجة الحرارة.
إذن، ليس كل تسارع في ضربات القلب عند الأطفال يُعد خطرًا، فهناك مواقف طبيعية قد يرتفع فيها النبض مؤقتًا مثل البكاء، الخوف، الحمى، أو النشاط البدني.
لكن إذا استمر تسارع ضربات القلب دون سبب واضح لفترة طويلة، أو صاحبه أعراض مثل الدوخة، ضيق التنفس، أو شحوب الوجه، فقد يشير ذلك إلى اضطراب في نظم القلب يحتاج إلى تقييم طبي من متخصص في جراحة القلب أو أمراض القلب عند الأطفال.
هل لاحظت تسارع ضربات قلب طفلك؟ احجز استشارة مع د. أحمد عبدالله للاطمئنان على حالة طفلك القلبية والتأكد من سلامة وظائف القلب.
اسباب ضربات القلب السريعة عند الاطفال:
يمكن أن تتعدد أسباب تسارع ضربات القلب، وتشمل عوامل فسيولوجية مؤقتة أو أسباب مرضية تحتاج إلى متابعة.
من الأسباب الشائعة غير المرضية:
- الجهد البدني أو التوتر النفسي.
- الجفاف أو فقدان السوائل.
- الخوف أو القلق الشديد.
- تناول أدوية معينة مثل أدوية البرد أو الكافيين في بعض المشروبات.الحمّى أو العدوى الفيروسية.
الأسباب المرضية المحتملة:
- اضطراب كهرباء القلب (مثل تسرع فوق بطيني SVT).
- مشاكل خلقية في القلب تؤثر على انتظام النبض.
- فقر الدم أو مشاكل الغدة الدرقية.
- اضطرابات الكهارل في الدم (مثل نقص البوتاسيوم أو الصوديوم).
في هذه الحالات، لا بد من مراجعة الطبيب المختص لتحديد السبب بدقة ووضع خطة العلاج المناسبة.
اعراض ضربات القلب السريعة عند الاطفال:
تختلف أعراض تسارع ضربات القلب عند الأطفال حسب السبب وشدة الحالة، فبعض الأطفال لا تظهر عليهم أي علامات واضحة، بينما يعاني آخرون من أعراض يمكن أن تكون مزعجة أو مقلقة للأهل. ومن أهم الأعراض التي قد تلاحظينها:
- سرعة واضحة في نبض الطفل يمكن رؤيتها أو الإحساس بها في الصدر أو الرقبة.
- ضيق في التنفس أو شعور بعدم الراحة عند اللعب أو الجري.
- دوخة أو فقدان توازن مفاجئ.
- شحوب أو تعرّق مفرط دون مجهود.
- إرهاق عام أو رغبة في النوم بعد نوبة الخفقان.
- في الحالات الشديدة قد يحدث إغماء مؤقت أو فقدان للوعي.
فإذا لاحظتِ أيًّا من هذه الأعراض بشكل متكرر أو مفاجئ، فذلك يستدعي مراجعة الطبيب لتقييم الحالة مبكرًا.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
من الطبيعي أن يزيد معدل ضربات قلب الطفل عند النشاط أو الحمى، لكن هناك حالات يجب فيها التوجه للطبيب دون تأخير، مثل:
- عند استمرار سرعة النبض حتى بعد راحة الطفل.
- إذا صاحب الخفقان أعراض مثل: دوخة، إغماء، ألم صدر، أو ضيق تنفس.
- عند ملاحظة أن الطفل شاحب أو مرهق باستمرار.
- في حال وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب أو اضطراب النبض.
وكلما تم تشخيص السبب مبكرًا، زادت فرص السيطرة على الحالة قبل أن تتطور لمشكلة أكبر.
فإذا لاحظتِ أن نبضات قلب طفلك غير منتظمة أو أسرع من المعتاد، لا تنتظري طويلًا.
احجز الآن استشارة مع د. أحمد عبدالله، استشاري ورئيس قسم جراحة القلب، لتقييم حالة طفلك ووضع خطة علاج آمنة ومناسبة لعمره.
كيف يتم تشخيص الحالة؟
يبدأ التشخيص دائمًا بالفحص السريري من قِبل الطبيب المختص، حيث يستمع إلى نبض الطفل ويقيس معدل ضربات القلب أثناء الراحة وبعد النشاط. بعدها قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات لتحديد نوع التسارع وسببه
ومن أهم الفحوصات المستخدمة:
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG): لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب وتحديد نوع اضطراب النبض.
- هولتر مونيتور (Holter monitor): جهاز صغير يرتديه الطفل لمدة 24-48 ساعة لمراقبة النبض بشكل مستمر.
- تحليل الدم: للكشف عن فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية أو الكهارل.
- الإيكو (Echocardiogram): لتقييم بنية القلب ووظائفه.
وتساعد هذه الفحوصات الطبيب في التفرقة بين الخفقان الوظيفي المؤقت وتسرع النبض الناتج عن مشكلة قلبية تحتاج إلى متابعة دقيقة.
هل ضربات القلب السريعة عند الاطفال خطيرة؟
في معظم الحالات، ضربات القلب السريعة عند الأطفال ليست خطيرة، بل تكون استجابة طبيعية لمجهود بدني، أو انفعال، أو ارتفاع في درجة الحرارة. ومع ذلك، قد تكون بعض الحالات مؤشرًا على اضطراب قلبي يحتاج إلى متابعة دقيقة وعلاج فوري.
الحالات الخطرة والعلامات التحذيرية التي تستدعي القلق:
ينبغي مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي من العلامات التالية على الطفل:
- استمرار تسارع ضربات القلب لفترة طويلة رغم الراحة.
- ضيق تنفس واضح أو صعوبة في الرضاعة لدى الرضّع.
- إغماء أو دوخة شديدة أثناء اللعب أو الوقوف.
- ألم في الصدر أو خفقان قوي متكرر دون سبب واضح.
- تغير لون الجلد أو الشفاه إلى الزرقة (دليل على نقص الأكسجين).
- تاريخ عائلي لأمراض القلب أو اضطرابات النبض.
مع العلم أن وجود هذه العلامات لا يعني دائمًا أن الحالة خطيرة، لكنه يستوجب تقييمًا عاجلًا من طبيب القلب للأطفال لتحديد السبب بدقة.
متى لا تحتاج ضربات القلب السريعة عند الأطفال إلى تدخل؟
ليس كل تسارع في نبضات القلب يحتاج لعلاج، فهناك حالات فسيولوجية طبيعية ومؤقتة تزول بزوال السبب، مثل:
- بعد اللعب أو ممارسة النشاط البدني.
- عند البكاء الشديد أو الخوف والانفعال.
- أثناء ارتفاع درجة الحرارة أو الإصابة بالحمى.
- بعد تناول مشروبات تحتوي على الكافيين مثل الشوكولاتة أو بعض المشروبات الغازية.
في هذه الحالات، يكون التسارع مؤقتًا ويعود النبض إلى المعدل الطبيعي بمجرد الراحة أو علاج السبب.
متى يُنصح بالعلاج الطبي؟
يُنصح بالتدخل الطبي عندما تكون ضربات القلب السريعة متكررة أو مصحوبة بأعراض مزعجة مثل الدوخة، التعب الشديد، ألم الصدر، أو فقدان الوعي. في هذه الحالات، يقوم الطبيب بإجراء فحوصات متقدمة مثل رسم القلب (ECG) أو الموجات فوق الصوتية للقلب لتحديد السبب الدقيق.
ويعتمد العلاج على نوع الاضطراب وسببه، ومن أبرز الأساليب العلاجية:
- العلاج الدوائي: أدوية لتنظيم نبض القلب أو السيطرة على النشاط الكهربائي الزائد.
- القسطرة القلبية العلاجية: في بعض الحالات النادرة التي يكون فيها السبب اضطرابًا كهربائيًا دائمًا في القلب.
- العلاج الجراحي: للحالات المعقدة مثل العيوب الخَلقية المسببة لتسارع النبض.
- المتابعة الدورية: بعض الأطفال لا يحتاجون سوى للمتابعة المنتظمة مع طبيب القلب للتأكد من استقرار الحالة.
وفي جميع الأحوال، لا يُنصح أبدًا بإعطاء أي دواء للطفل دون استشارة الطبيب، فكل حالة تحتاج لتقييم دقيق من الطبيب المختص لتجنب أي مضاعفات محتملة، وذلك لأن بعض الأدوية قد تؤثر على نظم القلب الطبيعي.
علاج خفقان القلب عند الأطفال وطرق التعامل مع الحالة:
يهدف علاج خفقان القلب عند الأطفال إلى تصحيح السبب الأساسي وتخفيف الأعراض المزعجة. وإليك أهم خطوات التعامل مع الحالة:
- الراحة التامة: عند حدوث نوبة تسارع، يُفضَّل أن يجلس الطفل أو يستلقي حتى يهدأ النبض.
- التهدئة النفسية: تجنّب الانفعال أو الخوف الزائد، فالتوتر قد يزيد من سرعة النبض.
- الارتواء الجيد: شرب الماء بانتظام يساعد في استقرار ضربات القلب.
- تجنّب المنبهات: مثل المشروبات الغازية، الكافيين، أو الأطعمة الغنية بالسكريات.
- علاج الحمى أو العدوى: إذ يمكن أن تكون السبب المؤقت وراء تسارع النبض.
- المتابعة المنتظمة: مع طبيب القلب لمراقبة تطور الحالة والتأكد من سلامة القلب.
نصائح عامة للأهل للحفاظ على صحة قلب الطفل:
صحة القلب تبدأ من الطفولة، لذا ينصح د. أحمد عبدالله الأهل بالاهتمام بنمط الحياة الصحي منذ الصغر من خلال:
- التغذية المتوازنة: تقليل الأطعمة المقلية والدهون المشبعة، وزيادة الفواكه والخضروات.
- النشاط البدني المنتظم: تشجيع الطفل على الحركة واللعب بعيدًا عن الشاشات.
- النوم الكافي والمنتظم: فقلة النوم قد تؤثر على معدل نبض القلب.
- الابتعاد عن التدخين السلبي: لأن استنشاق دخان السجائر يؤذي القلب والرئتين.
- الفحوصات الدورية: خاصة للأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.
- الاهتمام بالصحة النفسية: فالقلق والتوتر المستمر قد يسببان خفقانًا متكررًا عند الأطفال.
وختامًا:
ضربات القلب السريعة عند الأطفال ليست دائمًا سببًا للقلق، لكنها علامة يجب فهمها جيدًا ومتابعتها مع الطبيب المختص. فالتشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة يضمنان للطفل قلبًا سليمًا ونموًا طبيعيًا دون مضاعفات مستقبلية.
احجز استشارتك الآن مع الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله، استشاري ورئيس قسم جراحة القلب، للاطمئنان على صحة قلب طفلك ووضع خطة علاجية مخصصة لحالته.
